تاميم الاخلاق

خيره ماقل ودل-21 الثلاثاء 2 فبراير / شباط 2021 – د. أسامة حيدر

هناك خلط شائع بأن الأخلاق هي شكل من أشكال السيطرة الاجتماعية. من الواضح أن هناك أشكال من الرقابة الاجتماعية, لا تنطوي على الأخلاق من التعاليم أو النوايا الأخلاقية. لكن الأخلاق تنطوي على أكثر من مجرد سيطرة اجتماعية ، وقد يقال إن للناس التزامات أخلاقية حتى عندما ينحرف سلوكهم عنهم تمامًا.  لايوجد سلوك اخلاقي موحد للاخلاق . فاخلاق الامكنة كل له ثقافته الخاصة به وهذا يعني ان الاخلاق بين اخلاق الجبال والسهول والبوادي واخلاق المدن والعواصم . كما تتفاوت اخلاقيات البيئة الريفية الزراعية او الاهوار وغيرها من تعدد الاخلاقيات التي سنوضحها لاحقا.   تزامن الجغرافيا الثقافية مع الجغرافيا الاخلاقية وكلاهما تعني الاخلاق البشرية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالهوية التي تعني  كقوة الاخلاقية للامكنة بغض النظر عن الشوائب التي مازالت عالقة بها.كما المكان المقدس هنالك مكان لجغرافيا الاخلاق .فيه القيم المتعارف عليها كالاخاء والوفاء والكرم والشهامة والنخوة  وماشابه ذلك.   صراع الهويات والانتماءات من اصعب الصراعات التي عاشتها المنطقة ومن ضمنها العراق . واكثرها تعقيدا هي عندما تكون الهوية امامنا لنتصارع بها وليس خلفنا للدفاع عنها او في داخلنا لحمايتها . لانها ستكون الضحية التي نحارب بها  كاداة من ادواة الصراعات في الامكنة.وهذا يحتاج الى معجزة للنجاة منه. فاما هويات مقتولة او هويات قاتلة تتبادل الادوار فيما بينها الى اجل طويل.  المكان والامكنة جغرافيا لها اخلاقياتها في العراق ندرج مايمكن ان تكون كما في ازقتها ومناطقها في ساحات السكان بكل تنوعاتها العقائدية والسياسية وتبعياتها الولائية .و الشعارات كانت ورطة امام الواقع  المختلف تماما . ثبت انها شعارات استعلائية في ترساناتها الغير قابلة للتطبيق .  الواجب الاخلاقي هو مايجعل البشر سعداء حقيقيون بازدهار ورفاهية بموضوعية العيش وفقا للفضائل الاخلاقية بالعدالة والمساوات ضمن الطبيعة البشرية .ويبقى الضمير الانساني الحي يمثل الخُلق المناطقي وثقافاته المكانية في كل جغرافيات واثنيات المعتقدات اي كانت انتمائاتها رغم فقدان معظم الاديان لكلمة الضمير في ادبياتها  لحداثته لغويا.  سنوضح انواع الاخلاق الجغراقية  لاحقا من كتابي تحت الطبع بعنوان : "اخلاقيات الجغراقية "