الطبقة الوسطى جوهرة المجتمع والدولة

الطبقة الوسطى جوهرة المجتمع والدولة

د. اسامة حيدر

هنالك ثلاث طبقات في كل مجتمع , تشكل البناء الطبقي , بغض النظر عن صراعاتها السياسية المفتعلة ايديولوجيا .

طبقة الدخل المحدود : تعمل كل شئ من اجل اي شئ .

الطبقة العليا : تعمل اي شئ لتحافظ على كل شئ .

والطبقة الوسطى : فقدت كل شئ من اجل لاشئ . فإذا كانت أخلاق الطبقة العليا هي أخلاق الثراء, وأخلاق طبقة الدخل المحدود , هي البقاء فإن أخلاق الطبقة الوسطى , هي الأمن والاستقرار. كحاجز يمنع التناقض الاجتماعي , بين الأغنياء والفقراء لصالح التجانس الاجتماعي والتوازن الطبقي . فلو علمنا حجم المخاطر , ونموها بالضد من حركة المجتمع المتحضر, ومدى التهديد المباشر الذي يصيب عمق الطبقة الوسطى ,الحاضنة الطبيعية للدستور وللديمقراطية , لارتباط بقائها وديمومتها لانها صاحبة المصلحة بكليهما وبالتالي بدولة القانون . لنرى عمق الهوة ادناه : اولا: التعليم نسبة الامية في طبقة الدخل المحدود حوالي 72 بالمائة نسبة الامية في الطبقة الوسطى 18 بالمائة بينما نسبة الامية في الطبقة العليا 10 بالمائة ثانيا: الانجاب بلا ضوابط…. لعلاقته المباشرة بالوعي الاسري والتعليم بالنسبة لطبقة الدخل المحدود فزيادة الانجاب غير موثقة عدديا ….. نسبة الانجاب 5 بالمائة في الطبقة الوسطى ونسبة انجاب 3 بالمائة للطبقة العليا .

 

ثالثا: الدخل من الواضح بروز اورام غريبة , هي الحواسم والبحارة ,التي غيرت موازين قياس دخل طبقة الدخل المحدود , والطبقة العليا , والسياسين الجدد , وطبقات هامشية من سراق المال العام , مازال يهدد المجتمع ومؤسسات الدولة , لغياب الرقابة المالية وفقدان الهوية الوطنية . وحين نتأمل اليوم حال الدول المتفوقة اقتصاديا – والمستقرة سياسيا – نجدها تتمتع بطبقة وسطى كبيرة (بحيث تقل فيها نسبة الفقراء والأثرياء إلى أدنى حد ممكن) .. وفي المقابل تعانى الدول المتخلفة – وغير المستقرة – من تضخم طبقة الفقراء مقابل احتكار فئة قليلة لمعظم ثروات البلاد . بينما في الدول المتحضرة والديمقراطية , تشكل فيها الطبقة الوسطى أكثر من 90% من مجمل الشعب (وهو مالا يترك سوى نسبة بسيطة تتقاسمها الطبقة الفقيرة والثرية) فكما برزت تيارات الاسلام السياسي , وقناصي المرحلة بمختلف توجهاتهم في عراق اليوم,الذي عانى من تخلف جميع معاير بناء المجتمع والدولة , والذي احدث الاختلا ل الاكبر في الموازين السياسية والثقافية , والاجتماعية والاقتصادية , اضافة لشيوع فكرة , المظلوم البطل , التي زادت من اختلال المفاهيم والقيم , بين عموم طبقات المجتمع فضاع اهمها وساد اسوؤها وبرز غريبها . الاستنتاجات : المجتمع بلا نظام ديمقراطي. لا يعرف اين تذهب ثروات بلاده , وعلى اي اساس توزع ويتفشى الفساد وتضيع الوطنية , انه مجتمع مسكين , محتقر بائس ومضطهد بلا كرامة. وعندما يتمحور الفرد , حول طائفته الدينية او الحزبية , وتزداد ثقافة الغيب والولاء بالمجتمع, ويتعدد المقدس ويحتكر التاويل , ويتعمق الجهل ويختزل الوعي, والفهم المعرفي . فاعلم ان هنالك خلل في بنية المجتمع , وضمور احدى اهم الطبقات الاجتماعية , الفاعلة الواعية والمبدعة وهي الطبقة الوسطى , ذو الدخل المتوسط طبقة البرجوازية الوطنية . طبقة المثقفين والفنانين , والاطباء , والمهندسين , والمحاسبين , و اساتذة الجامعات والمدارس , والتجار والصناعين , والزراعين , واصحاب المهن الخاصة.واخيرا طبقة النخب والوجهاء، في داخل وخارج الوطن، فالمجتمع بحاجة الى ثورة شاملة , لاينهض بها الا من يملك مشروع , اعادة بناء الانسان العراقي . نخبا وطبقات فعالة , قادرة على الديمومة بنزاهة وحس وطني خالص.

 

د. اسامة حيدر

7-5-2008

الكاتب Dr.Mehdi Alazawi

Dr.Mehdi Alazawi

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة